أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنه "لأول مرة في تاريخ حزب الله السياسي وفي عمله النيابي والوزاري يصوت على موازنة في مجلس النوّاب بالموافقة عليها"، لافتا الى اننا "كنا سابقاً لا نصوِّت على الموازنات لأننا نعتبر أنَّ فيها إشكالات كثيرة وأنَّ قدرتنا على إجراء تعديلات لمصلحة الناس ضعيفة نسبياً، لكن في هذه الموازنة استطاع نوابنا ووزراؤنا أن يعدلوا فيها بما يتناسب مع مطالب الناس ضمن قاعدتين أساسيتين، الأولى حماية الناس من الضرائب الإضافية، والثانية عدم المس بالرواتب والمكتسبات"، كاشفا انه "في ليلة التصويت على الموازنة كنّا أمام مطلب لازال عالقاً هو فرض 2 % على السلع المستوردة، وحَذرنا من أنَّ الإستمرار بهذه النسبة يعني أننا سننزل إلى الشَّارع، فاستبدلوا هذه النسبة بخياراتٍ أخرى لكنها لم تكن مرضية بالنسبة إلينا، وعُرضَ علينا ليلة التصويت على الموازنة أن تُجرى بعض التعديلات التي تجعلنا نقبل بالتصويت عليها، وافقنا على هذه المعادلة، فكان الخيار أن تعفى المواد الأولية والأساسية والغذائية والدوائية والمازوت ومواد أخرى لم تكن مشمولة بضريبة ال TVA من المستوردات، والتي تساوي تقريباً 40 % من السلع المستوردة بما يعادل تقريباً 7مليار دولار من الإستيراد، هذه كلها معفية من نسبة ال 2 %، إضافة إلى ذلك وهذا هو الشرط الذي كان لدينا إعفاء البنزين من ضريبة ال 2 %".
وفي كلمة له خلال لقاء تكريمي اقامته جمعية ال زعيتر، لفت قاسم الى ان "الإنجاز المهم هو حقُّ أساتذة الجامعة اللبنانية أن يُستثنوا من منع التوظيف، وأن يكون هناك قرارٌ في مجلس الوزراء لاحقاً بتوظيف مئاتٍ من الأساتذة وهذا مهم لاستمرار الجامعة وبقاء الجامعة اللبنانية الوطنية، ونحن نعلم أنَّ بعضهم في لبنان لا يريد لهذه الجامعة اللبنانية أن تكون ذات شأن، أما نحن فنريدها كذلك لأنها جامعة الفقراء"، معتبرا ان "هذا التصويت يعني دورا أساسيا لحزب الله في صناعة موازنة واقتصاد ومالية لبنان، وهذا أمر طبيعي لأننا دعامة أساسية من دعائم لبنان، وبالتالي على الجميع أن يعلم بأننا مستمرون في أن نساهم في الاستقرار السياسي والمالي والاقتصادي، ونساهم في كل مفاصل قيام الدولة القوية القادرة العادلة، وسنعمل على مكافحة الفساد على الرغم من الصعوبة الكبيرة في هذه المكافحة، لكن الطريق الطويل يبدأ ببعض الأميال".
من جهة اخرى، اشار قاسم إلى أننا "انتقلنا في لبنان من سياسة التباكي والشكوى إلى سياسة المقاومة والرَّدع، حتى بات الإسرائيلي مضطراً أن يستغني عن التهديد البسيط المشفوع بالعدوان ليحلَّ محله التهديد الصاخب الذي يملأ الآفاق كالقنابل الصوتيّة من دون فعلٍ لعجزه عن مواجهة المقاومة ومواجهة لبنان"، معتبرا ان "إسرائيل اليوم تحسب ألف حسابٍ إذا كانت تريدُ أن تقوم بأيِّ عمل، لأنها مردوعة ولأنها تعلم أنّ المقاومة لا تهادن، لم تكن عملياتنا يوماً عمليات سياسية، كانت دائماً عمليات مقاومة تريد أن تحرر الأرض، والإسرائيلي يعلم تماما أن جبهته الداخلية معرَّضة بالكامل من دون استثناء حتى ولو زاد التحصينات".